Saturday, July 5, 2008

العقيدة في القرون الأولى: صراع الدوافع



المقدمة

بسم الله و الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وآله وصحبه وبعد..
أخذ هذا الموضوع حيزاً كبيراً من أوقات البعض منا، ومع هذا بَـقي عاجزاً عن تصور الموضوع تصوراً كاملاً منصِفاً. فرغبتُ أن أرسم صورة كاملة له، كما أتصوره في ذهني، كي يتضح للباحث المنصف أنه ليس بالامكان الحكم على الأشياء إنْ لم يُنظـَر إلى الظروف التي قيلت فيها، وخلفياتها.

وهذه الصفحات كتبتـُـها لبيان كيف تؤثر الظروف المحيطة على كثير من مواقف العلماء - الكبار المشهورين وغير المشهورين – وتـُلجـؤهم الى استعمال تعابيرَ جديدة مختـَـلفٌ فيها، في أبواب العقيدة. ثم أن هذه التعابير المختلف فيها يـُـخطئ من يعطيها من الثبوت ما لأصول العقيدة المتفق عليها، بدليل تباين أقوال السلف، كما ستراه لاحقاً.

فأغتنمت الفرصة لأصوغ قناعاتي ما دامت المناسبة قائمة، وأهل النصح متوافرين. وليعلم القارئ الكريم، من باب – وأمّـا بنعمة ربك فحدّث- أني شديد الحب والتعلـّـق بالامام الذهبي خصوصاً، وتراجم السلف عموماً، رحم الله الجميع، فلا يـَـلمني أحدٌ إن أكثرتُ من النقل عنه، ونـِـعم المنقول عنه هو. وقد أكرمني الله تعالى بقراءة عدد من المطوَّلات، في التاريخ وتراجم العلماء من السلف والخلف، واستخرجتُ منها مادة هذه الصفحات، ثم عرضتـُـها وباحثتُ فيها عدة من مشايخي المختصين في السنة وعلومها.

وكتبه الضعيف
زياد القيسي – الكتابة الاولى، مونتريال كندا، نوفمبر 2000 ، شعبان 1421، ثم التنقيح لندن ، كندا يوليو 2008، رجب 1429
الاقسام الثلاثة:

فأقول مستعيناً بالله ومستهدياً: إن النصوص التي فيها إضافات يجب أن تـُـقسّـم إلى ثلاث مجموعات:

القسم الأول:
وهي ما يغلب على ظنك حين تسمعه أن المراد منه أمرٌ غير الظاهر، بل وتجزم أنه سيق مجازاً، مثل حديث ( من عادى لي ولياً ...وإن أتاني يمشي أتيتـُـه هرولة) رواه البخاري. فسواء أكان القارئ مؤولاً أم مثبتاً للصفات، بيد أنه يُـحسّ في قلبه ويجزم في عقله أن المراد هنا مجاز قطعاً. فأولاً المرء لا يأتي إلى الله "يمشي" وإنما هي كناية عن القدوم والسير إلى المواطن التي فيها طاعة الله إما حقيقة كالذهاب الى المساجد وخدمة المحتاج، أو غير ذلك من أعمال القلوب كالانتقال بالقلب من الحسد الى الرضا، ومن الرياء الى الاخلاص. وثانياً نسبة الهرولة إلى الله سبحانه وتعالى لا تحتمل الاجراء على الظاهر ولهذا قال الامام الذهبي رحمه في ميزان الاعتدال ج1-ص641 ( فهذا حديث غريب جداً، ولولا هيبة الجامع الصحيح – يعني: صحيح البخاري – لعدّوه من "منكرات" خالد بن مخلـَـد، وذلك "لغرابة لفظه"..) اهـ. فهذا مثال على ما تـُـشم منه رائحة المجاز فوراً، وهو مما لا يـَقبـل ظاهرَه أغلبُ أهل العلم. ولو كان هذا الحديث خارج الصحيح، وبنفس الاسناد، لعدوه من "المنكرات". ومثلـُـه - من حيث الجزم بالمجاز، لا الغرابة أو النكارة الاصطلاحية - الحديث القدسي ( مرضتُ فلم تعدني..) وفيه نسبة المرض لله سبحانه جل شأنه، ولا يشك عاقل من أهل أي دين أن هذا مجاز، وقطعَ الطريقَ في هذا بقية ُ الحديث المفسِّـرة للمراد منه
يتبع إن شاء الله.

1 comment:

Unknown said...

السلا م عليك أخي الكريم
أخي الزبير دحان له مؤلف صغير حول هذا الحديث و ما قالهاالحافظ الذهبي و ذهب إلى نصرة ذاكم القول و على أية حال فقد حولت لشيخنا الزبير الرسالة التي وافيتني بها أمس عسى أن يجمعنا الله عبر هذه الوسائل و نزداد علما و نفعا
و السلام